Month: April 2014

عمان عمانان: غربية وشرقية

أدي تصريح منسوب إلى ابن وزير العمل والسياحة في الأردن نضال القطامين إلى زوبعة افتراضية اجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي منذ عدة أسابيع. فقد قام ابن الوزير بنشر تعليق على الفيسبوك يهاجم فيه سائق سيارة من نوع كيا بعد مشاحنة نشبت بينهما حين توقفه عند إشارة ضوئية. و كان ابن الوزير قد قام بنشر ما يلي على صفحته في الفيسبوك “الناس غاضبون مني لمجرد أني أسوق سيارة مرسيدس س كلاس. وكما وصفه بعض أصدقائي , هذا شخص حاقد.  ومن الصعب فهم نفسية هؤلاء السافلين المريضين والمتخلفين فكرياً في هذا البلد.” وقد اعتذر القطامين لاحقاً عن تعليقاته قائلاً أنه لم يكن يقصد أية إهانة. كما عبر عن دهشته من مدى ردود الفعل تجاه الحادثة

على الرغم من اعتذار القطامين إلا أن تعليقاته التي ترجمت إلى العربية, و انتشرت بسرعة, أدت الى ثوره افتراضية في مواقع التواصل الإجتماعي. وقام العديد من النشطاء والمغردين بنشر تعليقات استياء واستنكار اتجاه الحادثة تحت وسم ابن _الوزير#. وفيما اشتبه بعض المعلقين أن الحكومة ترغب في إثارة النزاع الطبقي, عبر آخرون عن غضبهم لأن راتب الوزير القطامين مدفوع من عرق جبين المواطنين الذين يدفعون الضرائب. ورغم أن هذه الحادثة ليست, بحد ذاتها, بتلك الأهمية، إلا أنها تعد مؤشراً على حالة الامتعاض من الطريقة التي يعامل فيها الأغنياء والمتنفذين مع الفقراء والأقل حظاً في المجتمع الأردني, ناهيك عن أمد طويل من اللامساواة

العاصمة عمان مقسومة إلى شطرين أشبه ما يكونوا بكونين متوازيين, يقع الشطر الأول في الناحية الغربية وأغلب سكانه من الأغنياء المترفين وأما الشطر الثاني فيمتد في الناحية الشرقية من العاصمة وأغلب قاطنيه من الفقراء المحرومين. بدأت تجربتي مع ما يعرف ب”الربيع العربي” في كانون الأول عام 2010. ففي عطلة العيد المجيد اندلعت مشاجرة بين طفيليين  وهم شرق أردنيون و محسيريين وهم فلسطينيون  في منطقة جبل التاج في عمان الشرقية وهو أحد الأحياء المزدحمة والتي غالبية سكانها من الفقراء. وأدت المشاجرة إلى قيام شرطة مكافحة الشغب بمحاصرة الأحياء الحي مستعينة بالآليات المسلحة والسجون المتنقلة مما حدا بالمتقاتلين المشحونين ومعظمهم من الشباب بالهتاف تنديداً بالاضطهاد وبإلقاء الحجارة وحرق الإطارات ومهاجمة السيارات . فما بدأ كمشاجرة بين مجموعات متنافسة أخذ منحناً سياسياً تجلى بقيام المتظاهرين في نهاية المطاف بترديد هتافات تطالب بالإصلاح. ومنذ تلك الحادثة, بدأت الأزمة بالتصعيد حيث أصبحت هناك حوادث طعن و إطلاق رصاص متكررة في حي كان ينعم بالأمن والسلام

فور بدء قوات الأمن استعمال الغاز المسيل للدموع قمنا بإغلاق كل النوافذ والستائر وتلثمنا بالأوشحة. ذهبت خارجاً لأرى ما يحدث وحاولت تسجيل الإشتباكات والتقاط الصور ولكنها لم تكن واضحة بسبب الظلام والدخان. وفي صباح اليوم التالي لم يبق اى اثر لليلة السابقة، اذ تم إحضارعمال النظافة قبل الفجر لتنظيف المنطقة من اي دليل للاشتباكات. كان الأثر الوحيد المتبقي لما رأته عيناي هو علبة الغاز المسيل للدموع ،المصنوعة في البرازيل،  التي سقطت في حديقة  أحد جيراننا في الحي

وفي اليوم التالي كان لدي اجتماع في فندق حياة عمان الذي تصل كلفة الإقامة فيه لليلة واحدة إلى 515 دولار أي أعلى من معدل الدخل الشهري للكثير من الأردنيين، أما الجناح فتبلغ كلفته 6166 دولار. عند دخولي الفندق، وجدت نفسي وسط  واحة هادئة مليئة بالأزهار المستوردة الباهضة الثمن تتوسطها مدفأة وشجرة عيد ميلاد مذهلة انعكست صورتها على الواجهة الزجاجية فوق ظل لمئذنة مضيئة منتصبة فوق تلة بعيدة. وكانت نغمات الموسيقي الكلاسيكية الممزوجة بأصوات قرع الكؤوس و الضحكات  تتردد في المكان ورائحة العطور والسيجار الغالي تعبق في الأجواء. كثيراً ما يقوم فندق حياة عمان بتنظيم حفلات تذوق النبيذ للأغنياء وأصحاب الذوات.  ووظيفة رجال أمن الفندق، الذين يقومون بتفتيش الأشخاص والأمتعة ،هي حماية رجال الأعمال الأجانب والسياح وكل من يستطيع شراء مشروب بسعر 7 دولار. أما قبح الأحياء الفقيرة ومخيمات اللاجئين و بيوت صفائح “الزينكو” فهي بعيدة عن العين والقلب.  فهذا الجزء “الراقي” من المدينة يكاد لا يدرك شيئاً عن ذاك الجزء الثاني القابع على مرمى بضعة أميال فقط والذي كان متقداً في الليلة الماضية، خاصة أن مثل هذه الأحداث لا تحتل سوى سطوراً قليلة في بعض الصحف الإلكترونية

ترجع بي ذاكرتي إلى الوراء عندما كنت جالسة في أحد مقاهي عمان الغربية أحتسي القهوة مع صديقة لي لينضم إلينا ابن أحد العوائل الغنية المتنفذة. أخذنا النقاش إلى الوضع الراهن، وحين قلت أن الفجوة بين الفقراء والأغنياء آخذة بالاتساع و أصبحت أكبر حجماً وأكثر وضوحاً مما قد يؤدي  إلى تداعيات لا يحمد عقباها كانعدام الأمن والإستقرار رد قائلاً: “يجب على الفقراء أن يبحثوا عن وظائف ويباشروا بالعمل”. استأذنتهم على الفور وأخذت سيارة أجرة لأعود إلى عمان الشرقية حيث يسكن والداي. في الطريق, قال لي سائق التاكسي أن الفجوة بين دخله وما عليه إنفاقه شهريا تبلغ حوالي 423 دولار. بحسب إحصائيات البنك الدولي 12% من الأردنيين تحت خط الفقر

يقبل معظم سكان عمان الشرقية بأي وظيفة كانت مثل ترميم الملابس وبيع السلع الرخيصة وتصليح الأواني وتوصيل الطلبات والمشتريات للمنازل. وعلى الرغم من ذلك، ازداد عدد الشباب المتسكعين في الشوارع. وبحسب تقارير البنك الدولي إن معدل البطالة الرسمي المعلن عنه يقدر ب 15% بينما يتراوح في الواقع ما بين 25-30%. ويصل معدل البطالة للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20-23 سنة إلى 40% و36% لمن تتراوح أعمارهم بين 25-39 سنة. إن عدم وجود فرص عمل إضافة إلى قلة المراكز الترفيهية والمساحات المخصصة  للمجتمع المحلي يؤدي إلى الشعور بالإحباط العام  الذي يحوله أقل استفزاز إلى غضب عارم

لذلك، ضربت تعليقات ابن الوزير على الوتر الحساس لا سيما أن الفساد والمحسوبية في تفشٍ مستمر. عندما كنت في الأردن، ذهبت إلى إحدى الدوائر الرسمية لأقوم بتجديد بطاقة الأحوال المدنية. أما رحلتي لفرع دائرة الجوازات العامة في المحطة، فقد استدعت إلى ذاكرتي شيئاً مشابهاً رأيته في بوغوتا. ففي عام 2008 ذهبت إلى العاصمة الكولومبية لحضور المؤتمر الرابع و السبعين لنادي القلم الدولي كضيفة شرف. حين وصلت الى الفندق كان في استقبالي ثلاث مجموعات مختلفة من الحرس إضافة إلى الكلاب البوليسية. فالجرائم منتشرة والأجانب في خطر إذ لا يسمح لهم  بالتجول أو حتى مغادرة الفندق بدون حماية أمنية مشددة. وفي إحدى المرات التي غادرنا فيها الفندق ركبنا باصاَ صغيراً مر بنا في شارع بدون أية إضاءة. بدا المنظر كأنه نسيج من وحي مخيلتي. فجأة، وجدت نفسي أمام مشهد من فيلم عن نهاية العالم إذ كانت الحشود تتجمع لشراء البضائع أو للمقايضة عليها في الظلام، أي سوق سوداء بالمعنيين المجازي والحرفي. نشر الباعة المتجولون رقعهم على الأرض لتترامى على جانبي الشارع. وعلى بعد بضعة أمتار ترى النيران والدخان وتسمع الموسيقى الصاخبة، ورائحة الطعام الدسم تفوح في الهواء.  احتشد الناس في الشارع يغنون ويرقصون في الظلام مما اضطر السائق إلى القيادة بحذر ليتفادى الاصطتدام بالأكشاك المتنقلة

على خلاف بوغوتا، كان الوقت مبكراً والشمس ساطعة في عمان. أخذت تاكسي إلى المحطة ولكن المرحلة الأخيرة من رحلة تجديد البطاقة كانت بطيئة. بدا المكان مثل سوق البراغيث او الجمعة إذا كان مليئا بالاكشاك المتنقلة لبيع الملابس والأحذية والأثاث القديم والأساور وقلائد الخرز. تم نشر البضائع ومعظمها مستعملة ورديئة الصنع على الأرض بل وتجاوزت الرصيف لتُنثر في الشارع نفسه فكان لابد لسائق التاكسي من توخي الحذر كي لا يدهس الباعة وبضائعهم المبعثرة في كل مكان

عندما وصلنا الفرع المحلي لدائرة الجوازات بدا كل شئ متواضعاً ولكن منظماً. وكانت الإشارة الوحيدة من الماضي التي تلوح في المكان هي الرجل المسن الذي يجلس على كرسي قش ويبيع الطوابع في الخارج. قدمت طلبا ثم دفعت ووقفت في الطابور. لم أرى أي دليل على معاملة تفضيلية. في أثناء انتظاري اتصل بي مسؤول رفيع المستوى وسألني عن مكاني. وعندما أوضحت له أنني أنتظر تجديد بطاقة الأحوال المدنية أجابني مستغرباً: “لماذا؟ سأصطحبك إلى مدير الجوازات العامة وتجدد بطاقتك بينما تنتظرين في مكتبه مستمتعة بكاسة شاي”. رفضت عرضه بأدب

هذه الواقعة تدل على أن  الكثير من المتنفذين والأغنياء في البلد يدبرون شؤونهم دون تعبئة نماذج أو الإنتظار في طوابير حيث يدير لهم أمورهم ومعاملاتهم آخرون. وفي بعض الأحيان يحصلون على مبتغاهم و يقومون بإجراءات رسمية بدون أية زيارة، حتى لو شكلية, للدائرة أو الوزارة المعنية. وهذا خير دليل على تفشي الواسطة والمحسوبية. فإذا لم يكن عندك واسطة فلن تستطيع تدبير امورك بسهولة. على سبيل المثال, هناك وظائف معينة في وزارة الخارجية تذهب فقط لأبناء وبنات عائلات معينة. لذلك كانت هذه النقطة بالتحديد، أي الشفافية والوضوح في توزيع فرص العمل، من مدرج مطالب حملة “ظلمتونا” وتيار الإصلاح الأردني حراك

بناءً على ذلك، عندما التقي سكان عمان الغربية مع سكان عمان الشرقية، الأغنياء والفقراء، على تلك  الإشارة الضوئية, كان من الطبيعي أن يكون هناك حالة تنافر واستياء أدت إلى مشاجرة. وإن ردود الفعل على العبارات التي كتبها ابن الوزير على صفحته في الفيسبوك، مشيراً إلى الجدال الذي نشب بينه وبين المواطن الأردني العادي، هي ليست موجهة له شخصيا ولايمكن إدراجها ببساطة تحت بند الغيرة أو الحسد أو النزاع الطبقي بل هي خير دليل على حالة القرف العام من الواسطة والمحسوبية والفساد المتفشي والحرمان الاقتصادي

تم نشر هذا المقال في جريدة القدس العربي

Behind the Façade in Amman

Statements attributed to the son of the Minister of Labour and Tourism in Jordan, Nidal Katamine, caused an uproar on social networking sites few weeks ago. He posted a tirade against a motorist driving a Kia, who started an argument with him on a traffic light. The minister’s son posted the following on his Facebook page: ‘People are angry with me because I drive an S-Class Mercedes . . . He is what my people call a ‘hater’. But you don’t seem to understand the psychology of sick minded backward cunts in this country.’ Katamine apologized for his remarks, saying that he did not intend to cause any offence, he also expressed surprise at the scale of the reaction to the incident.

Despite his apology his comments, which were translated into Arabic and circulated, caused a storm on social media. Under the hash tag ‘son-of-the-minster’ activists and tweeters posted comments, which were either deprecating or critical. Some suspected the government of stirring class conflict. Others were angry because his father’s salary is paid by the taxpayers. Although this incident is not important in itself it points to a malaise in Jordanian society: the way the rich and powerful treat the underprivileged. And a large number of poor Jordanians have been at the receiving end of unequal treatment.

Amman is divided into two parallel universes one on the west, mostly affluent, and one on the east, mostly poor. This is how I experienced the so called ‘Arab Spring’ which began in December 2010. One Christmas three years ago a fight between Transjordanian Tafilis and Palestinian Mahsirys erupted in Jabal al-Taj, a crowded poor area in East Amman, and instantly the riot police surrounded the neighbourhood with their armoured vehicles and mobile prisons. The mostly young men charged, shouting abuse, and hurling stones. They attacked stationary vehicles and burnt tyres. What started as a quarrel between rival groups turned political and towards the end the demonstrators shouted slogans calling for reform. Things have escalated since in what used to be a peaceful neighbourhood and incidents of stabbing and shooting are reported recently.

When the riot police began using tear gas we closed all the windows and curtains, wore scarves and wrapped them like masks around our faces. We were worried about my mother who has a chest condition. I went outside to see what was happening. I could not film the attacks because it was dark and smoky and the photos I took were blurred. The morning after there was no trace of the night before. Street cleaners were brought in before dawn and they swept the rubbish and carted all evidence away. The only evidence that what I saw actually happened was a canister of tear gas made in Brazil, which fell in one of the neighbour’s gardens.

The next day my meeting was at the Grand Hayatt Regency hotel, where a room costs up to 365 JOD, higher than the average monthly income of many Jordanians. You could also pay 4365 JOD for a suite. I walked into an oasis of calm, imported expensive flowers, open fires and an amazing Christmas tree. Its reflection on the glass was against a lit minaret on the distant hill. The sound of classical music, clinking of glasses, and laughter, and the scent of expensive cigars lingered in the air. Hayatt Regency often organise wine tasting for the uber wealthy. The body and luggage searches before you get in, and security guards protect foreign businessmen, tourist and those who can afford a drink for about 5 JOD. The ugliness of poor neighbourhoods, refugee camps and shanty towns is out of sight and mind. This part of the city knew little about that other part of the city few miles away, which was on fire the night before especially when such riots merit few lines in an on line newspaper.

I remember sitting in one of the cafés in west Amman having coffee with a friend. The son of a rich and influential family joined us. When I said the gap between rich and poor is getting wider and more visible and this will lead to instability and lawlessness. He said, ‘the poor should find jobs and start working.’ I excused myself and took a taxi to East Amman, where my parents live. The driver told me that the gap between what he earns and spends is about 300 JOD. According to the Word Bank 12% of Jordanians are under the poverty line.

Most East Ammanis take any job going: mending clothes, selling cheap merchandise, fixing utensils, couriering groceries to houses. But over the years the number of young men gathering in street corners rose. According to the World Bank Report unemployment is officially pegged at about 15%, but actually may be in the range of 25-30%. The unemployment rate for those between the ages of 20-24 is almost 40% and is 36% for those between ages 25 and 39. Living with no job prospects and few urban recreational centres or spaces, the youth are frustrated and their anger comes to the surface at the least provocation.

The son of minister’s comments hit a raw nerve because corruption and nepotism are rife. I went to one of the departments to renew my Identity Card. The trip to the Mahatta branch of the Passport Office reminded me of something I saw in Bogotá, Columbia, where I was a Guest of Honour at the 74th World Congress of International Pen in 2008. When I arrived at the hotel I was welcomed by three different groups of guards and sniffer dogs. Crime was wide-spread and foreigners could not leave the hotel or travel unescorted. In a mini bus we drove through a dark street with no lighting and the sight seemed like a figment of my own imagination. I was suddenly in a post-apocalypse film where crowds gathered to buy or barter goods, a black economy literally. Vendors spread their knick-knacks on the ground on both sides of the street. There were camp fires and music, and the smell of street food filled the air. People haggled, sang, danced in the darkness and the driver had to drive carefully to get through the makeshift stalls.

Unlike Bogotá, it was morning and the sun was shining in Amman. I took a taxi to Mahatta. The final leg of our journey was slow. The place looked like a flea market and was full of makeshift stalls selling clothes and shoes, old furniture, bead bracelets and necklaces. Most of the used goods and low quality items were spread on the floor and infringed on the main road itself. The driver had to navigate carefully so as not to run over peddlers or their merchandise.

When we arrived to the local branch of the Passport Office all seemed humble, but orderly. The only nod to the past was the old man, sitting on a straw chair and selling stamps outside. I applied, paid and joined the queue. There was no preferential treatment and the only thing that you might encounter in any other county was that one of the female civil servants was in a bad mood. A high ranking official rang me and asked me where I was. I explained that I was waiting for my new ID card. He said, ‘Why? I will take you to the head of the Passport Office. It will be renewed while you enjoy a cup of tea.’ I politely refused his offer.

So some of the affluent and powerful get their affairs done without filing a form or waiting in queues. It is all handled for them by others. Sometimes their applications are processed without even visiting the relevant department or ministry. Nepotism and preferential treatment is wide spread. If you don’t have a wasta: an influential intermediary you don’t go far. Certain jobs at the Ministry of Foreign Affairs, for example, go to sons and daughters of certain families and one of the demands of Thalmtouna Campaign and Hirak, Jordanian Reform Movement, is transparency about job allocation.

When the residents of the two parts of Amman met, the rich and poor, at that traffic light, they didn’t like each other and an argument ensued. The reaction to the row of the Minister’s Son with an ordinary Jordanian citizen and his Facebook status is not personal, or can be easily classified under the politics of envy, or as spite and class war. It shows simmering resentment at nepotism, pandemic corruption, and economic deprivation.